{وَمِنْ آياتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَآءُ وَالاَْرْضُ بِأَمْرِهِ} فهو الذي يدير نظامهما بعد أن خلقهما ،فبإرادته تتحركان وتسكنان في مجرى الحركة والسكون في الظواهر المتنوعة التي تحكم نظامهما وتوجّه مسيرتهما وتنظم وجودهما .فإذا كانت هناك قوانين طبيعية وسنن كونية ،تمنح نظامهما صفة الحتمية والثبات ،فإنها تنطلق من خلال إرادته ،فهو الذي خلقها في عمق تكوين السماء والأرض ،وهو الذي أشرف على تدبير حركتهما التي أرادها لهما .
{ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الاَْرْضِ إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ} عندما تتعلق إرادته بخروجكم من الأجداث لتقفوا بين يديه في موقف الحساب ،فإن الأرض تستسلم لإِرادته ،وتنقاد لدعوته ،في ما يوحي به إليها من تهيئة الشروط الطبيعية في تكوينها لذلك ،ما يوحي إليكم بأن كل الأشياء منوطة بإرادته ،فكيف تستبعدون البعث الذي أعدّكم له ووعدكم به ،وليس هو إلا بعض مظاهر هذه الإرادة الحاسمة التي تقول لكل شيءٍ كن فيكون .