قوله:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ} أي من حجج الله على أنه قادر على ما يشاء ،قيام السماء والأرض مكينة متماسكة من غير عمد ،وذلك بقدرة الله الواحد وبتدبيره وحكمته وعظيم سلطانه ،إذ جعلهما على هيئتهما الهائلة العظمى ،وفي غاية الإحكام والدقة والترابط والانسجام ،فالسماء بعجائبها وخلائقها ونجومها الثوابت السواطع ،أو كواكبها المتحركة اللوامع أو غير ذلك من الشموس والأجرام والمعالم الكونية المذهلة العجاب ؛ثم الأرض هذا الجرم الكوني الدائر العجيب وما في جوفه أو على متنه من مختلف المخلوقات والأجناس والعناصر ،كل أولئك قائم ومتكامل ومتسق بأمر الله ،أي بقدرته وإرادته وتدبيره .لا جرم أن الذي صنع ذلك كله لقادر على بعث الخلائق يوم القيامة لتواجه الحساب والجزاء وهو قوله:{ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ} أي إذا دعاكم الداعي للخروج من باطن الأرض خرجتم من قبوركم مبادرين مسرعين إلى الحشر حيث الحساب ،من غير توقف ولا تلبُّث ولا تردد .