{وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ} المدينة{مِّنْ أَقْطَارِهَا} أي من جميع جوانبها في ما كان يخاف من دخول المشركين عليها وسيطرتهم على مواقعها ،وهجومهم على بيوتها ،وملاحقتهم لأهلها ،{ثُمَّ سُئِلُواْ الْفِتْنَةَ} والردة عن الدين والانتقال إلى جانب المنتصرين لقتال المسلمين{لاََتَوْهَا}الفتنةأي جاؤوا إليها ،أو لأعطوها باختيارهم لأنهم لا يعيشون عمق الانتماء إلى الإسلام وثبات الإيمان به والإخلاص لله ورسوله ،بل قد يضمرون بدلاً من ذلك الكفر أو البغض للإسلام وللمسلمين ،ما يجعل من مسألة انتقالهم إلى العدو مسألةً تبحث عن المبرّر العملي الذي ينتهزون من خلاله بعض الفرص الموجودة في داخل الواقع الذي يعيشون فيه .
{وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ إِلاَّ يَسِيراً} أي لم يتوقفوا لأخذ مهلة للتفكير الذي يعيدون فيه النظر ،أو يتأملون في دراسة الموقف ،قبل الارتداد والانتقال إلى الجانب الآخر ،بل يبادرون إلى الاندفاع نحو اللقاء مع العدو بسرعة .وربما تفسَّر الفقرة بأن ذلك لن يُفيدهم في ما يريدونه من الحصول على النجاة ،لأن الله سيهلكهم بعد ذلك بمدة يسيرة ،في ما يأخذ به المنافقين من عذابه في الدنيا قبل الآخرة .