{وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} في كل أمورك ،وتابع سيرك ،بعد أن تُحكم كل أمرك ،في ما تحتاجه من عوامل وعناصر وشروطٍ وظروفٍ ،ولا تخف من تهاويل الأشباح المخيفة التي يثيرها الكافرون والمنافقون في طريقك ،ولا تعش القلق من المستقبل عندما تواجهك احتمالات الخوف في آفاقه ،فإن الله هو الذي يضمن لك الرعاية والحماية ،في ما لا تملك معرفته أو السيطرة عليه ،أو ما يمكن أن يفاجئك به الزمن ،أو ما يمكن أن يختفي خلف الواقع المنظور .وتلك هي قصة الإيمان في المؤمن ،أن تكون ثقته بالله هي القاعدة التي يرتكز عليها في ثقته بنفسه وبالحركة التي يتحركها ،على أساس مواجهته لكل الاحتمالات من خلال جهده ،ومن خلال التوكل على الله الذي يملك الأمر كله في السماوات والأرض ،ويملك حركة عباده ،وهو الذي يكفي من كل شيء ولا يكفي منه شيء .
{وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً} فلا يحتاج الإنسان المؤمن إلى وكيلٍ آخر يرعى أموره ويدبر حياته إذا اعتمد على الله ،لأنه وحده القادر على كل شيء .