{قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ} فليست السعة في الرزق تمثل امتيازاً للغني ،بما يرزقه الله ،وليس التقدير في العيش يمثل احتقاراً للفقير ،بما يضيّقه الله عليه من رزقه ،بل الأمر يختلف في طبيعته باختلاف حركة الحكمة التي يجسدها التخطيط الإلهي الخاص بأرزاق النّاس في الحياة ،بما يصلح به أمورهم في طبيعة حياتهم .فقد يكون الفقر بلاءً للفقير ،ليختبر الله به صبره وإيمانه ،ليرفع درجته من خلال ذلك فيكون خيراً له ،وقد يكون الغنى بلاءً للغني ليختبر به شكره وتقواه ،فإذا لم يشكر كان ذلك شراً له ،فتسقط درجته .فلا بد من أن يُنظر للمسألة من هذه الجهة ،لتتوازن النظرة في مجريات الحياة في حركة الرزق فيها ،ليعرف الناس عمق المعنى في ذلك كله ،فلا تغريهم المظاهر ولا تسلبهم الثروة التي يملكها الآخرون استقامة نظرتهم إلى الواقع ،{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} لأنهم يرتبطون بالسطح الظاهر للقضايا ولا ينفذون إلى العمق .