{قُلْ جَآءَ الْحَقُّ} في هذا القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ،ليتحدى الآخرين ،في ما يُطلق من عقائد ومفاهيم وتشريعات للحياة ،ويحرّك من ساحات الصراع القائم على الحجة الواضحة والبيِّنة القاطعة ،على أساس الخط الذي يتحرك فيه العقل ليدلَّ على الله ،وليكشف العمق الخفي من آياته ،وليوضح مشكلات الأفكار ،ويواجه تحديات الفكر الآخر المضاد .لقد جاء ليفتح العقول على الإسلام لتفهمه ولتتأمل فيه ولتناقشه ولتقتنع به ولتدعو له وتلتزم به ليكون الدين كله لله ...{وَمَا يُبْدِىءُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} فقد سقط أمام الحق ،فليس له أن يظهر أوّلاً ،ليعود فيظهر ثانياً في حركة الواقع .