{أَفَلَمْ يَرَوا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِّنَ السَّمَآءِ وَالأَرْضِ} ومن هو الذي يمسك السماء أن تسقط وهو القادر على أن يسقطها ،أو يسقط الشهب قطعاً ،أو يرسل الصواعق الملتهبة الحارقة فيصيب بها من يشاء ؟ومن الذي يمسك الأرض السابحة في الفضاء أن تهتز وتزول ،وهو القادر على أن يخسفها ويزلزلها ؟وكيف تتحركان بإرادته وقدرته وتدبيره{إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأرْضَ} كما خسفنا بمن قبلهم من الذين ابتلعتهم الأرض بزلزالها{أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السَّمَآءِ} بتساقط الشهب ،أو تحريك الصواعق .فلماذا لا يفكرون بقدرة الله الشاملة التي لا تقف عند حدٍّ ليدركوا من خلالها كيف يتَّقونه ويخافونه ويحسبون حسابه في كل الأمور ،ولا يستعجلون الحكم على الأشياء ،لا سيّما التي تتصل برسله وبرسالاته ؟إن القضية المطروحة ،هي أن يدفعهم ذلك إلى إثارة التفكير الجديّ المسؤول الذي يواجهون فيه المسؤولية بكل دقّةٍ وعمق ،{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} في ما ينفتح فيه قلبه على الله ،ليرجع إليه ،فيفكر بمسؤولية ،ويثوب إلى عقله ،ويتحرك في طريق الهدى والرشاد .