{وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} فقد كنا غافلين عن هذا المصير الأسود الذي ينتظر الكافرين والمتمردين على الله ،فأعطنايا ربنامهلةً وفرصةً جديدة ،لنغيّر ما كنا فيه ،فنستقيم على الطريق الصحيح الواضح ،ونتبع الرسل في خط هداك .{أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ} فقد أعطاكم الله فرصةً كبيرةً امتدّت بامتداد عمركم الذي عشتم فيه{مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ} إذ كانت الذكرى تصدم كل واقع الغفلة الذي كنتم تتخبطون فيه وتضعكم وجهاً لوجه أمام مسؤولياتكم ،وتحدّثكم عما ينتظركم من قضية المصير ،{وَجَآءكُمُ النَّذِيرُ} فما الذي سيتبدّل ويتغير إذا رجعتم إلى الدنيا ،فإذا كانت النار التي دخلتموها هي التي تعتبرونها أساساً ليقظة الروح في حياتكم ،ولحركة الإيمان في أعمالكم ،فإن مواقع النسيان التي أحاطت بشهواتكم ،ومصارع الغفلة التي أوقعتكم في أطماعكم في الدنيا ،لا تزال في عمق الشخصية الكافرة تفرض نفسها على الواقع كله ،وعلى المنهج كله .
{فَذُوقُواْ} العذاب الذي تستحقونه بكفركم وظلمكم ،ولا تنتظروا شفيعاً ولا نصيراً{فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} فلا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئاً والأمر يومئذٍ لله .