{أَأتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً} ممّن تعبدون ،أو مما تعبدون منها ،وهي لا تملك أيّة ميزةٍ في ساحة القدرة ،فلا تستطيع أن تدافع عن الذين يؤمنون أو يرتبطون بها ،{إِن يُرِدْنِي الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ} مما ينزله على عباده من بلائه ،أو مما يوقعه بهم من عقابه{لاَّ تُغْنِي عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً} في ما يعتقده الناس بهم من الدرجة الرفيعة عند الله من حيث إنهم الآلهة الوسطاء الشفعاء الذين يعبدهم الناس ليقربوهم إلى الله زلفى ،ولكنها عقيدةٌ خاطئةٌ ،فهؤلاء لا يمثلون شيئاً من الامتيازات الذاتية التي تميزهم عن الناس الآخرين ،فلم يمنحهم الله شيئاً من القرب إليه من مواقع العنصر الذاتي ،لأن الله لا يقرّب أحداً إلا بعمله ،إذ الناس كلهم سواءٌ لديه في الخلق ،فليس أحدٌ أقرب إليه من أحد ،ولا قيمة لشفاعتهم إذا شفعوا ،فهم يعرفون موقعهم إذا كانوا من ذوي العقل والحياة والشعور ،وهم لا يملكون الإحساس إذا كانوا من المخلوقات الجامدة ،لذا لا معنى للشفاعة منهم ،فكيف تغني الشفاعة شيئاً لي أو لغيري من الناس ،{وَلاَ يُنقِذُونَ} في مبادرة الإنقاذ الذاتي من موقع القوّة المستقلة القادرة على الإنقاذ ،فيمن يريد الله أن يضرّه أو يعذبه ،فكيف يكونون آلهة ،وهم لا يملكون من صفاتها وقدرتها شيئاً ؟