{وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي} فهو الذي خلقني من العدم ،فكان وحده المستحق للعبادة ،من موقع ألوهيته المطلقة في كل صفاته ،فليس لغيره من القدرة إلا مما هو منحةٌ له ،وعطيّةٌ منه ،فهم المخلوقون له من الموقع الذي أنا مخلوق له ،فما الذي يميزهم عني حتى أعبدهم من دونه ،وإذا كان موقعي من الله هو موقع المملوك من المالك ،والمألوه من الإله ،فكيف لا أعبده ،لأقوم بشكر نعمته عليَّ ،ولأواجه مسؤوليتي أمامه عندما أرجع إليه ،وإذا كان من اللازم عليّ أن أعبده لأني مخلوقٌ له فلا بد من أن أُواجه موقفي في خط العبودية ،ولا بد لكم يا قوم من أن تعبدوهعلى هذا الأساسوتواجهوا الحقيقة النهائية عندما تقفون بين يديه ،{وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} فيحاسبكم على أعمالكم في دائرة الإيمان والطاعة ،أو في دائرة الكفر والمعصية .