قوله تعالى:{وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون} [ يس: 22] ،قاله الجائي من المدينة .
إن قلتَ: كيف أضاف الفطرة إلى نفسه ،والرجوع –الذي هو البعث- إليهم ،مع علمه بأن الله فطرهم وإيّاه ،وإليه يرجع هو ،وهم ،فلم يقل: الذي فطرنا وإليه نرجع ،أو فطركم وإليه تُرجعون ؟ !
قلتُ: لأن الخلق والإيجاد ،نعمة من الله تعالى تُوجب الشكر ،والبعث بعد الموت للجزاء ،وعيد من الله يوجب الزجر ،فأضاف ما يقتضي الشكر لنفسه ،لأنه أليق بإيمانه ،وما يقتضي الزجر إليهم ،لأنه أليق بكفرهم .