{سُبْحَانَ الَّذي خَلَق الاَْزْوَاجَ كُلَّهَا} في ما تعنيه كلمة الزوجية من الذكورة والأنوثة ،أو الجانب الموجب والجانب السالب ،في تنوّعها في الشكل والطبيعة والآثار ،{مِمَّا تُنبِتُ الأرْضُ} من الثمار والخضروات والورود ونحوها{وَمِنْ أَنفُسِهِمْ} في الرجل والمرأة{وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ} مما خلقه الله من الموجودات التي أودع فيها قانون الزوجية حتى الذرّة التي هي أصغر الأشياء .إن التطلع إلى اختلاف الموجودات في أشكالها وعناصرها وصغرها وكبرها مع ملاحظة وحدتها في هذا القانون الطبيعي الذي تتمثل فيه الوحدة الكونية ،لأكبر دليلٍ على عظمة الإبداع في قدرة الخالق وحكمته المطلقة ،إذ ترتبط الأشياء ببعضها البعض من خلال حاجة كل زوجٍ إلى ما يتحد معه في حركة الوجود .