{وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ} لأننا لا نملك الضغط على أفكاركم ،وإن كنا نملك الضغط على أجسادكم ،لأن الجانب العقلي من شخصية الإنسان لا يقع تحت ضغط القوّة الخارجية ،لأنه ليس حالةً ماديةً تخضع لضغط مادّيٍ ،بل هو حالةٌ تتحرك في المعنى ،وفي الوعي الداخلي المنفتح على الآفاق الرحبة من شخصية الإنسان في وجوده الروحي والعقلي .
{بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ} في التركيبة الداخلية لشخصيتكم ،في ما يمثله الطغيان من استكبار على الحق ،وتجاوزٍ على الحدود المرسومة من قِبَلِ الله ،فقد سمعتم دعوة الرسول كما سمعناها ،ووعيتم الوحي الإلهي كما وعيناه ،وكان لكم عقل كما لنا عقل ،فجمّدتم عقولكم وتمرّدتم على دعوة الله ،فما الذي يجعلكم في موقف المنفعل ،ويجعلنا في موقف الفاعل المضلّ ؟