ودليلنا واضح ،إذ لم تكن لنا أي سلطة عليكم ،ولم نضغط عليكم ونجبركم لعمل أي شيء ( وما كان لنا عليكم من سلطان ) .
إنّما أنتم قوم طغاة ومعتدون ،وأخلاقكم وطبيعتكم الظالمة صارت سبب تعاستكم ( بل كنتم قوماً طاغين ) .
وكم هو مؤلم أن يرى الإنسان قائده وإمامه الذي كان قد ارتبط به قلبيّاً طوال عمره ،قد تسبّب في تعاسته وشقائه ثمّ يتبرّأ منه ،ويلقي كلّ الذنوب على عاتقه ؟
في الحقيقة ،إنّ كلا المجموعتين صادقة في قولها ،فلا هؤلاء ،أبرياء ولا اُولئك ،فالغواية والشيطنة كانت من اُولئك ،وتقبل الغواية والاستسلام كان من هؤلاء .