{وَعَجِبُواْ أَن جَآءهم مٌّنذِرٌ مِّنْهُمْ} ينذرهم بالوحي ،لأنهم يتصورون أن الرسول لا بد من أن يكون من غير البشر ،{وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} في كلماتٍ غير مسؤولةٍ ،ليواجهوا التأثير العقلي والنفسي الذي تعرض له بعض جمهورهم بعد الذي سمعوه من القرآن ومن حلاوة حديثه ،وسموّ أخلاقه ،وروعة أسلوبه .لقد اتَّهموه بالسحر ليفكر الناس بالمسألة في هذا الاتجاه الذي يتصل بالقدرة الذاتية على التأثير ،كما يفعل السحرة الذين يتأثر الناس بفنّهم الساحر ،لا بفكرهم ،ولا يفكرون بها من جانب الوحي الذي يمنحه صفة الرسول .وقد نسبوا إليه الكذب ،ليسقطوا الثقة به رغم معرفتهم بصدقه الذي يؤدّي إلى الثقة بما ينقله عن الله من الوحي القرآني النازل عليه ،وليؤكدوا للناس بأنه قد انحرف عما كان معروفاً عنه من خُلُق الصدق في ما يدعو إليه ،ليحصل على امتيازاتٍ جديدة في زعامة الناس من حوله .