{أَجَعَلَ الآَلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً}: فهو ينكر ألوهية هذه الآلهة التي نعبدها كما كان يعبدها آباؤنا ،لأن التقاليد العامة التي يتحرك فيها الناس تفرض ذلك ،ما يجعلها في مستوى الحقيقة الواضحة التي لا يشك فيها أحد ،بل يتم تقبَّلها بعفويّةٍ وبساطةٍ ومن دون تفكير ،وها هو محمد ،يدعو إلى رفضها وتحطيمها ويدعو إلى عبادة إله واحدٍ لا نراه ولا نحس به ،{إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} أي بليغ في العجب الذي يثيره ،لأننا لا نتصور إنساناً عاقلاً واعياً يقف هذا الموقف الرافض للآلهة ،المحارب لها ،من دون خوفٍ ولا وجل ،ليجعل الجماعة واحداً .