{وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ} فعادوا إليه بعد أن ماتوا عندما أحياهم الله له ،أو استردهم بعد أن كانوا قد تركوه وابتعدوا عنه لظروف معيّنة ،{وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ} في ما رزقه الله من أبناء{رَحْمَةً مِّنَّا} في ما أفاض عليه من فيوضات نعمه ،كمظهر حيٍّ من مظاهر رحمته ،{وَذِكْرَى لأولي الألبابِ} ليتأملوا في ذلك كله بعقولهم ،ليعرفوا مواقع بلاء الله في حياة عباده المؤمنين ،ومواضع رحمته في ما يفرج به عنهم ،ويدركوا حكمة الله في ذلك ،فلا ينظروا إلى الأمور من جانب السطح الظاهر منها ،بل يدرسوها من عمق الأسرار الكامنة فيها .
وكان أيوب قد حلف أن يضرب امرأته ،لأمر أنكره منها ،مما يضيق به الصدر ،أو تثور به الأعصاب ،مما لا ينافي أخلاقه في ما تتميز به من قيمةٍ روحيةٍ ،وكان الحلف أن يضربها مائة جلدة ،وكان هذا الأمر شديداً عليه ،كما يبدو ،لأنها خدمته خدمةً عظيمة ،وصبرت على مرضه ورعتْه رعاية جيّدة ،فخفف الله عنه وقع ذلك ،وقدّم له حلاًّ لا يتراجع فيه عن يمينه ولا يضغط عليها ،