{قُلْ مَآ أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر} في كل هذا الجهد الذي أقوم به ،وكل هذا الوحي الذي أبلغكم إياه ،وفي كل هذه المعاناة التي أتحملها ،فلست إنساناً يتقدم إليكم من خلال طموحه الذاتي ،بل إنني إنسان أتحرك معكم من خلال مسؤوليتي الرسالية التي تمثل كل استعدادي في البذل والتضحية والمعاناة بعيداً عن أي مقابل مادي ،بل هو بذل للروح في عطائها الأسمى والأقصى ،وذلك كله من خلال سرّ الانفتاح على الله تعالى ،وعمق الإخلاص له ،ووضوح الرؤية للطريق المفضي الى رضاه ،تماماً كما هو الماء الصافي المتدفق من الينبوع ،وكما هو النور المنهمر من الشمس السابحة في شلال الضياء{وَمَآ أَنَآ مِنَ الْمُتَكَلِّفِين} الذين يتكلفون الكلمة والحركة والموقف ،فيتصنعون في ذلك كله ،ليظهروا بغير ما فيهم وليبتعدوا عن الصدق في مسارهم الحياتي .