{وَالَّذِي جَآءَ بِالصِّدْقِ} في الرسالة التي حملها ليبلغها للناس كلهم ليخرجهم من الظلمات إلى النور ،{وَصَدَّقَ بِهِ} عن قناعةٍ فكريّةٍ وصفاءٍ روحيٍّ ،ووعيٍ شعوريٍّ ،وانفتاح على الحق كله ،من موقع المسؤولية العميقة أمام الله ...وإذا كان هذا الكلام يخص رسول الله ،باعتباره الإنسان الذي جاء بالصدق وصدّق به ،فإنه يوحي بأنه يخص كل الذين يحملون الصدق ويصدّقون به ،سواءً كانوا من الأنبياء أو من أتباع الرسالة ...وربما كان المراد بالذي جاء بالصدق ،رسول الله ،وبالذي صدّق به ،المؤمنون به ...{أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} الذين عاشوا روح التقوى الفكرية والروحية والشعورية والعملية ،وذلك من خلال عيشهم رقابة الله عليهم في حسّ المسؤولية .