وأخذ منهم ميثاقاً غليظاً مؤكداً ،ولكنهم لم يلتزموا بالتعاليم ،ولم يفوا بالميثاق بل نقضوه بالتمرُّد على كل ما فيه من التزامات .وامتد بهم الطغيان فكفروا بآيات الله الواضحة التي أظهرها على أيدي أنبيائه ،وقتلوا الأنبياء بغير حق ،وأي حق يمكن أن يتصوره الإنسان في قتل الأنبياء الذين أرسلهم الله رحمة للعالمين ؟وسخروا من كل الدعوات الخيّرة الموجّهة إليهم ،وقالوا للدعاة إلى الله: إن{قُلُوبُنَا غُلْف} ،لا تدخل إليها الكلمات ولا تعي ما يلقى إليها من وحي ،ولكن الله سبحانه يرفض هذا الادّعاء ،بل إن قلوبهم كقلوب بقية البشر مفتوحة ،لكل أساليب الهداية ،ولكنهم أغلقوها وغلّفوها بالأفكار السوداء ،فطبع الله عليها بسبب ذلك ،فلا يؤمنون إلا قليلاً ،لأنهم لا ينفتحون على معاني الإيمان وإيحاءاته ...
وتلك هي بعض قصة هؤلاء في ما رفعوه كشعار ،وقدّموه كانتماء ،وخالفوه كرسالة وتعاليم ...وما زالت للقصة بقية من التاريخ ،وبقية من المستقبل الذي يحفل بالكثير الكثير من جرائمهم وعدوانهم على القيم في حركة الإنسان والحياة .