{ فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا( 155 ) وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما( 156 )} .
/م155
{ فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق} ذكر الله تعالى في هذه الآيات الظلم الذي وقع منهم ، فذكر مظالم كثيرة لهم ، فهم نقضوا الميثاق وكفروا بالحجج والبينات وقتلوا الأنبياء ، ونسبوا سبب الكفر إلى غيرهم ، وكذبوا على مريم البتول ، وادعوا أنهم قتلوا المسيح ، وصدوا عن سبيل الله ، وأكلوا الربا وقد نهوا عنه . . . إلى آخر ما كفروا به .
هؤلاء هم بنو إسرائيل دائما ينقضون المواثيق والعهود ، ولا يراعون إلا ولا ذمة ، ويكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء ويظلمون أنفسهم ، فيشدد الله عليهم الأحكام ، فيحرم عليهم الطيبات التي كانت مباحة لهم ، وقد حقت عليهم اللعنة بخطيئاتهم التي اكتسبوها ، وقولهم{ قلوبنا غلف} أي هي أوعية للعلوم مملوءة مغلفة فلسنا في حاجة إلى علم غير الذي عندنا ، ولن نقبل شيئا مما تدعونا إليه يا محمد ورغم العلم الذي وعيناه واستوعبناه فإن قلوبنا غلف ، عليها أغطية تجعلنا لا نفقه ما تقول ، فأرح نفسك ، وأرحنا معك فلن نستمع إليك ولن يصل إلى قلوبنا شيء مما تدعو إليه .
{ بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا}والحق أن الله سبحانه وتعالى لما رأى أنهم لا يهتدون ولا يعطون التفاتا للدعوة ويدرءون حجة الرسل ، ويدفعون براهينهم بباطل من عندهم جزاهم على كفرهم هذا بأن طبع على قلوبهم وختم عليها ، فهم لذلك لا يهتدون سبيلا ، ولا يؤمنون إلا قليلا .