{وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ} لأن الكتاب ليس كتاب تاريخ عادي يستعرض كل الوقائع والأشخاص والمواقف ،بل هو كتاب هداية وإرشاد وتوجيه ،يأخذ من التاريخ في وقائعه وأشخاصه ما يتصل بذلك الهدف ،ويترك ما عدا ذلك .وأفرد موسى بالذكر ،وأشار إلى أن الله قد كلّمه بشكل مباشر ،بخلاف الأنبياء الذين كلمهم عن طريق الوحي ،
{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} لأن هناك حكمةً في هذا الأمر ،في ما يعلمه الله من مصلحة الرسالات من خلال مواجهة الرسل للتحديات الضاغطة عليهم في حياتهم .وقد كثر الحديث عن شخصية موسى في القرآن ،لأنه من الشخصيات النبوية المتحركة التي كانت أدوارها تضج بالحركة والحياة ،من خلال ما تحمله شخصيته من القوة والحيوية والامتداد ،وما يتحرك به جوّه البشري من مواقف وتحديات وأوضاع معقّدة في نطاق دوره ،وفي نطاق الأدوار اللاحقة له من بعده .