ما هو دور هؤلاء الرسل ،ولماذا أطلقهم الله في تاريخ البشرية ؟{رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} إن هذه َالآية تحدد دورهم بالإنذار والتبشير من أجل إقامة الحجة على الناس ،في ما يريد الله للناس أن يعرفوه ويعملوا به في طاعته ،من خلال القضايا التي قد يحتاجون فيها إلى الوحي ،من أجل إدراك تفاصيلها ،أو من خلال المواقف المتنوعة التي تواجههم ،فلا يملكون التفاصيل الواضحة الهادية إلى الصراط المستقيم ،أو في ظل إخراجهم من طبيعة الغفلة التي قد تطبق على أفكارهم وعقولهم ،فتبعدهم عن التركيز والامتداد في الخط الصحيح ،إلى غير ذلك من الأمور التي قد لا يكفي فيها العقل لإقامة الحجة ،بل يحتاج فيها إلى الوحي الذي يهدي العقل ،في ما لا سبيل إلى الوصول إليه ،أو ما تحيط به الشبهات والأضاليل فتغرقه في الأجواء الكثيفة من الضباب ؛فقد يقول الناس غداً ،عندما يحاسبهم الله على ما انحرفوا فيه ،أو ما أخطأوا به ،إنهم لم يلتقوا بالرسل الذين يبصّرونهم الطريق ؛فكان تاريخ الرسل الذي تلاحقت فيه الرسالات هو الرد على كل ذلك ؛{وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً} في قوته وقدرته ،{حَكِيماً} في أوامره ونواهيه وتقديره في الأمور .