وقوله:( رسلا مبشرين ومنذرين ) أي:يبشرون من أطاع الله واتبع رضوانه بالخيرات ، وينذرون من خالف أمره وكذب رسله بالعقاب والعذاب .
وقوله:( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما ) أي:أنه تعالى أنزل كتبه وأرسل رسله بالبشارة والنذارة ، وبين ما يحبه ويرضاه مما يكرهه ويأباه ; لئلا يبقى لمعتذر عذر ، كما قال تعالى:( ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى ) [ طه:134] ، وكذا قوله تعالى:( ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم [ فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين] ) [ القصص:47] .
وقد ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود ، [ رضي الله عنه] قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا أحد أغير من الله ، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ولا أحد أحب إليه المدح من الله ، من أجل ذلك مدح نفسه ، ولا أحد أحب إليه العذر من الله ، من أجل ذلك بعث النبيين مبشرين ومنذرين "وفي لفظ:"من أجل ذلك أرسل رسله ، وأنزل كتبه ".