{إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ} اللذين كانا يمثلان المركز الأعلى في السلطة السياسية الطاغية ،{وَقَارُونَ} الذي كان يمثل القوّة المالية في المجتمع ،وهذه هي الآية الوحيدة التي يتحدث فيها القرآن عن قارون باعتباره إحدى الشخصيات البارزة التي أراد الله لموسى أن يبلغها الرسالة ،بشكل مباشر .
ولعلّ الحديث عن هؤلاء الثلاثة ،يعود إلى قوّة تأثيرهم على المجتمع لكونهم يمثلون رموز المجتمع السياسية والمالية التي ألف الناس الخضوع لها في الفكر والانتماء والممارسة .
{فَقَالُواْ سَاحِرٌ كَذَّابٌ} لأن هاتين الصفتين تسقطان عن موقف موسى الرسالي صبغة القداسة ،في الكلمة ،وفي الخط والموقف ..ليكون وصفه بالساحر سبيلاً لإدخاله في نادي السحرة الذين يحترم الناس ألاعيبهم المثيرة ،ولا يرتبطون بفكرهم وخطّهم في الحياة ،فإذا أضيفت إليها صفة الكذّاب ،أصبح بعدهم عنه أمراً حاسماً ..فقد خان هذا الساحر جمهوره عندما اندفع إليهم من موقع السحر ،ليدّعي دعوى غريبةً تربطه بالسماء كذباً وبهتاناً