{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} حيث وعد الله رسله بالنصر ،عندما يحين موعده ..لأن ذلك يحتاج إلى المعاناة وتحمّل ما تفرضه ساحة الصراع من آلام في شدّتها وقسوتها .
كيف نفهم أمر النبيّ بالاستغفار ؟
{وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} هل هناك ذنبٌ لا بدّ للنبي من أن يستغفر منه ،وما هي طبيعته ؟ولا سيّما في ما يتعلق بتبليغ الرسالة ،في أسلوبها وحركتها وحيويّتها وحكمتها ،وهو أمر لا يمكن أن ينسب أحدٌ فيه إلى الرسول إلا كلّ سموٍّ وعلوٍّ وحكمةٍ ،فقد كان الرسول يعطي من نفسه الكثير ،لكي يفتح قلوب الناس على الله ،وعلى الحق النازل في وحيه ،فكيف نفهم المسألة ؟وكيف تلتقي دعوة النبي إلى الاستغفار بالعصمة التي تجسّدها سيرته ،قبل أن يجسّدها معنى العصمة في نبوّته ؟وهل نجد لها تفسيراً آخر ؟فقد ذكر المفسرون في قوله تعالى في سورة الفتح:{لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [ الفتح:2] أن الذنب فيها هو الذي كان أهل مكة يعتبرونه ذنباً في حقّهم ،في ما أوقعهم فيه من مشاكل ومتاعب بسبب دعوته التي أدخلتهم معه في حروب كثيرة ،ولكن ما معنى أمر الله له بالاستغفار ؟!
قد يُراد منه المعنى العباديّ الذي تختزنه كلمة «الاستغفار » في عمقها الدالّ على الإحساس بالعبودية لله ،والاعتراف بالخضوع له ،والانسحاق بين يديه ،تماماً كما هو موقف العبد من سيّده عندما يقف موقف الاعتراف الخاشع الخاضع ،كما هو المعنى العبادي في كلمة الحمد والتسبيح والتهليل والتكبير الذي يوحي بالإِحساس ،من دون تحديد المضمون ،والله العالم .
{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ} في صلاةٍ دائمةٍ خاشعةٍ يمتزج فيها التسبيح مع الحمد ليكون ذلك تعبيراً عن التعظيم الذي يعيشه النبي في عمق روحه أمام الله .