المفردات:
العشي: من نصف النهار إلى آخره .
الإبكار: من أول النهار إلى نصف .
التفسير:
55-{فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار} .
أي: إذا علمت أن النصر من عند الله ،وأنه تعهد بنصر المرسلين ،وبنصر المؤمنين ،وقد نصر موسى ،وأغرق فرعون ،فَدُمْ يا محمد على الصبر والثبات ،وتَحمّل أذى المشركين ،واثقا أن وعد الله بالنصر حق ثابت لا ريب فيه ،وللصبر ثمن هو تزكية النفس والتوبة النصوح ،فاستغفر الله كثيرا من ذنبك ،أو من فعل خلاف الأولى ،وهذا الاستغفار إما أن يكون لرفع درجة الرسول صلى الله عليه وسلم ،وإما أن يكون لتعليم أمته .
وفي الحديث الشريف:"إني أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم والليلة مائة مرة"{[624]}
ودوام على ذكر الله وتسبيحه وتحميده آناء النهار ،{بالعشي} .في النصف الأخير من النهار ،{والإبكار} .في النصف الأول من النهار .
وقيل المراد صلّ الوقتين – صلاة العصر وصلاة الصبح – أو صل الصلوات الخمس ،كما قال تعالى:{وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ...} ( هود: 114 ) .
وفي الآية دليل على أهمية الصبر والاستغفار ،وذكر الله تعالى والالتجاء إليه ،وكلها وسائل النصر والظفر ،وقد أشار الإمام فخر الدين الرازي في التفسير الكبير إلى وجوب البدء بالتوبة النصوح ،وتخلية القلب مما لا ينبغي ،ثم تنزيه الله تعالى عما لا يليق به .
حيث قال تعالى:{واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك ...}
أي استغفر أولا ،واذكر الله ثانيا ،رفعا لدرجتك ،وتعليما لأمتك ،وخصّ العشي والإبكار لأن القلب يكون في المساء والصباح في حالة تهيؤ واستعداد لذكر الله وتعظيمه ،وتعداد نعمه وشكره ،أو المراد: اذكر الله في كل وقت وآن .
وكان صلى الله عليه وسلم يسبّح الله في الركوع ،ثم يقول:"سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ،اللهم اغفر لي"يتأوّل القرآن .