{لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} فالناس يمثلون إحدى ظواهر هذا الكون الكبير ،المتمثل بالسماوات التي تضمّ ملايين الكواكب وملايين الظواهر داخل كل كوكبٍ في ما يعجز الفكر عن الوصول إليه فضلاً عن أسراره ،والمتمثل بالأرض التي تضمّ مختلف الظواهر في طبيعتها وفي القوى المودعة في أعماقها ،وفي الموجودات المتحركة في داخلها ،مما لا يدركه العقل ولا يستوعبه الحسّ ،فلا يصل إلا إلى القليل منه ..فإذا كان الله قد خلق السماوات والأرض ،فهل يعجزه خلق الإنسان من جديد ،وإعادته إلى الحياة بعد الموت ،إنها الحقيقة التي يهتدي إليها الناس بتفكيرهم المستقيم الذي يقودهم إلى الإيمان ،{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} لأنهم لا يريدون الأخذ بأسباب العلم ليدركوا الحقيقة من خلال ذلك .