{الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه} في تخطيطه العملي لحركة الإنسان في الوجود ،حيث يحتاج إلى السكينة التي تريح الأعصاب ،والهدوء الذي تسكن معه المشاعر وترتاح فيه الأفكار ،مما يتناسب مع أجواء الظلام التي تثير في الجسد النعاس والخدر والسكون{والنهار مبصراً} حيث يفتح به عيون الناس على كل حاجاتهم من خلال النور الذي تتفاعل فيه الشمس مع البصر ليستطيعوا الحصول على ما يريدون في معاشهم ،{إن الله لذو فضلٍ على الناس} في ما أنعم الله به عليهم من مفردات الوجود ومن طبيعة الحركة في داخلها ،ما يوحي للناس بالشكر لله على هذه النعم{ولكن أكثر الناس لا يشكرون} لأنهم فقدوا الإحساس بالنعم النحيطة بهم ،لاعتيادهم على لك الأشياء التي تحرّكت في الكون منذ أن تحركت الحياة فيه .