{تَنزيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فقد نزل هذا القرآن من الله ،وهو تنزيلٌ من الرحمن الرحيم ..بما تمثله صفة الرحمة ،التي تتكرر في صيغتين تتّحدان بالمعنى وتختلفان في الاعتبار ،من انطلاقه من موقع رحمة الله بعباده الذين أراد أن يفتح عقولهم على آفاق ألوهيته ومواقع عظمته وفيوضات رحمته ،ليدلّهم على كل موارد المعرفة ومصادرها ،على أساس الحق الذي قامت عليه السماوات والأرض ،وتحرّك الكون من خلاله ،وليوجّههم إلى ما فيه صلاحهم في الدنيا والآخرة من المفاهيم العامة ،والتشريعات التي توازن بين الحاجات والمبادىء ،على أساس الواقع .
وفي ضوء ذلك ،كانت الآيات التي تؤكد صفة الرحمة في الرسول والرسالة ،حتى أصبحت الرحمة عنواناً للخط وللحركة ،وللقيادة بكل رموزها ومواقعها ..