{لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} فهو المحيط بالكون كله ،العالم بكلّ خفاياه ،القويّ الذي لا يغلب ،الحكيم الذي لا يعبث ولا يخطىء .
{وَهُوَ الْعَلِيُّ العَظِيمُ} الذي لا يدانيه أحدٌ في علوّه ولا يقاربه أحدٌ في عظمته ،وفي ضوء هذا ،فإن الله الذي يملك الأمر كله ،ويشرف على كل دقائقه وتفاصيله ،ويعرف كل خباياه وخفاياه ،هو الذي يدير حياة الإنسان عبر الرسول والرسالة ،وهو الذي يختار رسله من بين عباده ،سواء كانوا من رجال الغيب أو من رجال الشهود ،لأن الغيب والحس يختلفان بالنسبة للناس الذين يعيشون عالم الحس ولا يستطيعون النفاذ إلى عالم الغيب ،أو الاتصال به ذاتياً ،ولكن الله قادر على أن يربط الغيب بمواقع الشهود ،فيصطفي رسله من الناس ،ويمنحهم القدرة على الاتصال بالغيب المنفتح على الوحي ،انطلاقاً من قوته وحكمته ،وعلوّه وعظمته ،وملكه للكون كله .