{كَذَلِكَ يُوحِى إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} فالله هو المصدر الذي ينتهي الوحي إليه ،سواء تعلق الأمر بك أو بالنبيين من قبلك ..فمن آمن بنزول الوحي بهذه الطريقة الغيبية ،على الرسل السابقين ،فلا بد من أن يؤمن بنزول الوحي عليك ،لأن العمق الغيبيّ في الوحي واحد في الجميع .وبهذا تطال «كاف التشبيه » طبيعة الوحي ،لا تفاصيله ،كما ذهب إليه بعض المفسرين الذين قالوا: إن الآية تتحدث عن مضمون السورة التفصيلي الذي يتفق برأيهم مع المضامين التي أوحى الله بها إلى الأنبياء من قبله ،ولكن الأقرب هو ما ذكرناه ،لأن المسألة التي كانت محل بحث في ذلك الظرف ،هي إمكانية الإيمان بنزول الوحي على نبيٍّ بشري ،لأن الوحي الإلهي الغيبي بنظرهم يتصل بالشخصيات الغيبية كالملائكة .