وقوله:( كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم ) أي:كما أنزل إليك هذا القرآن ، كذلك أنزل الكتب والصحف على الأنبياء قبلك . وقوله:( الله العزيز ) أي:في انتقامه ، ( الحكيم ) في أقواله وأفعاله .
قال:الإمام مالك - رحمه الله - عن هشام بن عروة عن أبيه ، عن عائشة:أن الحارث بن هشام سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:يا رسول الله ، كيف يأتيك الوحي ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس ، وهو أشده علي فيفصم عني قد وعيت ما قال . وأحيانا يأتيني الملك رجلا فيكلمني ، فأعي ما يقول "قالت عائشة فلقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد ، فيفصم عنه ، وإن جبينه ليتفصد عرقا .
أخرجاه في الصحيحين ، ولفظه للبخاري .
وقد رواه الطبراني عن عبد الله ابن الإمام أحمد ، عن أبيه ، عن عامر بن صالح ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، عن الحارث بن هشام ; أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:كيف ينزل عليك الوحي ؟ فقال:"مثل صلصلة الجرس فيفصم عني وقد وعيت ما قاله "قال:"وهو أشده علي "قال:"وأحيانا يأتيني الملك فيتمثل لي فيكلمني فأعي ما يقول ".
وقال:الإمام أحمد:حدثنا قتيبة ، حدثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عمرو بن الوليد ، عن عبد الله بن عمرو ، رضي الله عنهما ، قال:سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت:يا رسول الله ، هل تحس بالوحي ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك ، فما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي تقبض "تفرد به أحمد .
وقد ذكرنا كيفية إتيان الوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أول شرح البخاري ، بما أغنى عن إعادته هاهنا ، ولله الحمد والمنة .