{وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} لأنهم كانوا يملكون كفاءة تميزهم عن الناس في تلك المراحل التاريخية ،كما كانت تفرض الظروف الموضوعية .فأَرسلنا منهم كثيراً من الأنبياء ،وأنزلنا عليهم المنّ والسلوى وظلّلنا عليهم الغمام ،وأفضنا عليهم الكثير من نعمنا التي لم نؤتها أحداً من العالمين ..ولكن ذلك لا يعني القيمة المطلقة في ميزان القرب من الله ،كما حاول البعض في مرحلةٍ معينة إثارته من حيث إنهم أولياء الله وأحباؤه ،ليميِّزوا أنفسهم عن الناس .فقد كان الخط الإيماني يتحدث عنهم ،كبشرٍ ممن خلق الله ،يواجهون المسؤولية كما يواجهها بقية البشر الذين يعذبهم الله بذنوبهم ،ويغفر لهم ،من دون أية ميزةٍ ذاتيةٍ أو طبقيةٍ ،ما يجعل من النعمة اختباراً وامتحاناً ،بحيث تنسجم مع الحكمة الإلهية في تنظيم الواقع العملي للناس .