{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ} لأن الله يتقبل من عباده المؤمنين أعمالهم التي يجب قيامهم بها بعنوان الإلزام أو الاستحباب مما يتقربون به إليه ،فهو أحسن ما عملوه من أعمالهم الأخرى ،مما يدخل في باب المباحات أو نحوها ،{وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيْئَاتِهِمْ} لأن الحسنات يذهبن السيّئات ،وإن الله إذا اطّلع على إخلاص المؤمن له ،ورغبته في السير على خط طاعته ،وإن عاش بعض التجارب القلقة التي أبعدته عن الطاعة ،وأوقعته في المعصية ،فلا بد من أن يغفر له ،على أساس التوبة الكامنة في داخله ،المتجددة في روحيّة الإيمان ،وحركية الخير في حياته .
{فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ} أي نتجاوز عن سيئاتهم في جملة من نتجاوز عن سيئاتهم من أصحاب الجنة ،فهو في موقع الحال من ضمير «عنهم » .
{وَعْدَ الصّدْقِ الَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ} مما وعدهم به الله في كتبه المنزلة ،التي توحي لهم بالعيش في الحياة على أحلام النعيم الإلهي في جنة الرضوان ،عبر تجسيد الطاعة في الواقع بالتزام الأمر الإلهي واجتناب النهي الشرعي .