{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْاْ} بهدى الله ،وساروا في النور المنطلق من أفق الإيمان ،وعملوا على تنمية غرس الهدى في عقولهم ومشاعرهم ،بالفكر والبحث والتخطيط{زَادَهُمْ هُدًى} لأن الممارسة الواعية لكل مفردات الهدى الحيّة ،وإدارة الفكر فيها ،تمنح المضمون حيويّةً وامتداداً وزيادةً في النموّ .وهكذا يزيدهم الله هدًى بذلك ،وبما يرزقهم من ألطافه الخفية ،لأن الله يرزق عباده المؤمنين ألطافه ،كما يرزقهم من عطاياه المادية ،جزاءً لهم على ما عملوه وما فكروا فيه .
{وَآتاهُمْ تَقوَاهُمْ} لأن الهدى كلما امتد في الحياة من خلال وضوح الرؤية للفكرة وللخط وللطريق ،كلما تحوّل إلى حالةٍ في القلب والروح والضمير ،تتعمق في الشخصية لتحتوي كل أوضاعها وقضاياها ،بحيث ينطلق الانضباط على الخط في الممارسة من الانضباط في الفكر والعقيدة ،لتكون هناك تقوى في الفكر وفي العمل .
المنافقون يواجهون أشراط الساعة
وإذا كان أولئك المنافقون يتحركون بهذه الطريقة اللاهية العابثة الساخرة التي توحي بأن الغفلة مطبقة على عقولهم ،فقد يحتاجون إلى مواجهة المسألة في اتجاهٍ جديد .