/م16
المفردات:
آتاهم: ألهمهم .
التفسير:
17-{والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم} .
إذا كان الكفار والمنافقون قد أعرضوا عن الهدى فطمس الله على قلوبهم ،كما قال تعالى:{بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} .( المطففين: 14 ) .
فإن المؤمنين الذين أحبوا الإسلام واهتدوا بالقرآن ،قد زادهم الله هداية وتوفيقا ،ومنحهم التقوى ،وهي مراقبة الله ومحبته ،والإخلاص في طاعته ،والإيمان به ،وإيثار مرضاته ،والالتزام بتنفيذ أوامره ،والابتعاد عما نهى عنه .
قال الإمام علي: التقوى هي الخوف من الجليل ،والعمل بالتنزيل ،والاستعداد ليوم الرحيل .
وقيل: التقوى هي ذوبان الحشا لما سبق من الخطأ ،وقيل: التقوى هي ألا يراك حيث نهاك ،وألا يفقدك حيث أمرك ،وكلها تلتقي على أن التقوى حالة من الشفافية والإيمان ،والمحبة لله وطلب القرب منه ،والتزام طاعته وابتغاء مرضاته .