{قُل لّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأعْرَابِ} لمن يريدون تأكيد موقفهم المخلص للَّه ولرسوله في خط الجهاد ،إن هناك فرصةً أخرى لإثبات إيمانهم بالمشاركة في ساحة الصراع بين الشرك والإسلام ،وذلك في مواقع القتال العنيف الذي يواجه الآخرين بقوة ،{سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} في ما يملكونه من الشجاعة والقوّة{تقاتلونهم أو يسلمون} ،بحيث يكون إعلانهم الإسلام وسيلةً من وسائل تحييدهم عن دائرة الشرك ،وإخضاعهم لسلطة الإسلام ،وليفتح لهم ذلك الإسلام الشكلي باب معرفة الإسلام والاطّلاع على ما في الحياة الإسلامية من انفتاح على الحرية ،ومن عدالة وغنى في التجربة ،ليسلموا عن قناعةٍ وإخلاص .
{فَإِن تُطِيعُواْ} الله ورسوله في ذلك كله بالخروج مع المجاهدين ،وبالقتال في تلك الساحة ،{يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً} جزاءً لطاعتكم وإخلاصكم ،{وَإِن تَتَوَلَّوْاْ كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مّن قَبْلُ} وتتخاذلوا وتبرّروا الامتناع بأعذارٍ واهيةٍ كما فعلتم في سفرة الحديبية ،{يُعَذّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} في الدنيا والآخرة ،كما يعذّب كلّ المعاندين من المنافقين والكافرين .