{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ} فهم على وضوحٍ شاملٍ بكل قضايا العقيدة في التوحيد والنبوّة واليوم الآخر ،فلم يقفوا أمام علامات الاستفهام موقف حيرة وضياع ،بل موقف تأمل وحوار يتابع الأمور من موقع العمق الفكري ،بحيث لا تبقى شبهه تهز الإيمان أو تسقطه ،وهكذا واجهوا الموقف بامتداد القناعة من خلال امتداد الوضوح ،ولم يقف الأمر بهم عند هذا الحدّ ،بل تابعوا القضية في مستوى الموقف ،{وَجَاهَدُواْ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} فلم يبخلوا بأموالهم على الرسالة عند حاجتها إليها ،ولم يبتعدوا بأنفسهم عن مواقع الخطر في ساحة التحدي والجهاد الذي لا يتوقف عند حدَ ،بل يعطي كل شيءٍ في مواقع الحاجة وفي دائرة المسؤولية .
{أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} الذين يجسدون في موقفهم ومعاناتهم صدق التزامهم الفكري والقولي ،من خلال عطائهم الشامل الذي يمتد حتى يطال حياتهم نفسها ،لتكون هي التضحية التي يقدمها المؤمن للإسلام .