الأجر للمؤمنين والجحيم للكافرين
يبين القرآن في هاتين الآيتين حقيقة الثواب والعقاب في نفس المؤمن ،أمام أيّ تشريع يريد تنفيذه ،أو أي مفهوم يريد تأكيده ،لأنَّ الإحساس بالجزاء على العمل ،ثواباً كان أو عقاباً ،يعمِّق الانضباط في خط العمل .
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ} بتوحيد الله ورسالة رسله ،وأقروا بنبوة النبي محمد( ص ) ،{وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ} مما أمرهم الله فقاموا به ،ومما نهاهم عنه فتركوه ،لأنَّ الانسجام العملي مع خط الإيمان في التزاماته ومسؤولياته هو الَّذي يؤكد معناه في الواقع الإنساني ،باعتباره مظهراً للصدق والجديّة ،ولهذا ربط الله الإيمان بالعمل الصالح في كل النتائج الإيجابيّة في مغفرته ورضوانه وثوابه ،{لَهُم مَّغْفِرَةٌ} لما أسلفوه من الذنوب ،وتكفير عمّا عملوه من السيئات ،لأن{الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [ هود:114] .{وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} على ما قدموه من الأعمال الخيّرة في عباداتهم ومعاملاتهم ومواقفهم ومواقعهم في الخير ،