وتعود الآية الكريمة لتتحدث عن الموضوع في سياق التحديد لما يحرم من الصيد وما يحل منه ،{أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً} فقد حرّم الله صيد البر للمُحْرِمين ،أمّا صيد البحر وطعامه ،فقد أحلّه الله متاعاً للمؤمنين المحرمين وللقافلة ،ولعلَّ ذلك جاء لأنَّ الله يُريد للإحرام أن يكون حالةً من حالات السلام في ما يعيش فيه الإنسان من الأرض ،ليكون ذلك سبيلاً من سُبل تركيز روح السلام في نفس المؤمن فيمن حوله ،وفي ما حوله من مخلوقات الله .أمَّا البحر فهو منطقة استثنائيّة ،لا يتمثَّل فيها العدوان في الصيد ،أو لا تتمثَّل فيها صورة السلام والحرب ،كما تتمثَّل في مجتمع الأرض .والله العالم .
التقوى عمق روحي للإنسان
{وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِى إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} فكانت تقوى الله هي الإيحاء الروحي الَّذي أراد الله إثارته في أعماق الإنسان في إثارة الشعور بالحشر أمامه في يوم القيامة ،ليكون ذلك أساساً للانضباط أمام حدود الله في حلاله وحرامه .