{قَالَ قرِينُهُ} الشيطاني الذي يقف موقف المسؤول عن ضلال صاحبه ،لأنه كان يحركه نحو الغواية ويدفعه إلى ساحات الضلال ،وهو الآن يعتذر عن موقعه ذاك ،ليبعد نفسه عن المسؤولية بعنوان أن الضلال يخضع لإرادة صاحبه الذاتية:{رَبَّنَا مَآ أَطْغَيْتُهُ} في طغيانه عليك وتجاوزه لحدودك ،{وَلَكِن كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ} فقد كان ضلاله خاضعاً لروحية الضلال فيه ،فلم يكن موقفه هذا ناشئاً عن إغواءٍ خارجي ،بل هو ناشىء من الانحراف الداخلي الذي يختزنه في شخصيته .
ونستوحي من هذا المنطق الدفاعي ،أن هذا الكافر العنيد كان يحاول التهرب من مسؤولية كفره ليضعها على عاتق هذا القرين أمام الله ،ما جعل القرين يدافع عن نفسه بهذه الطريقة في موقع التخاصم ،ولهذا جاء الجواب الزاجر من الله سبحانه لهما معاً: