هذه جولة قرآنيةٌ في تاريخ الأمم السابقة ،التي كذبت رسلها فنالت عذابها من الله جزاءً على ذلك .
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُواْ عَبْدَنَا} نوحاً في ما جاءهم به من رسالة الله الداعية إلى توحيده وإلى الاستقامة على خط التقوى ،فتمردوا عليه ،وواجهوه بمختلف الأساليب المتعسفة اللاّمعقولة ،{وَقَالُواْ مَجْنُونٌ} فاتهموه في عقله ،لأنه دعاهم إلى ما لم يألفوه ،أو أنكر عليهم ما ألفوه من عبادة الأصنام ،ليبطلوا تأثيره في النفوس ،وهذا ما يفعله المترفون في كل زمان ومكانٍ عندما تواجههم الدعوات التغييرية والإصلاحية ،لاختصار الرد بذلك ،باعتبار أن المعقول لديهم هو ما يلتزمونه ويتبنونه ،{وَازْدُجِرَ} أي ازدجره القوم وردعوه عن الانطلاق في رسالته ،فلم يتمكن من الوصول إلى النتيجة الحاسمة .وقيل: إن الكلمة من تتمة التهمة بالجنون ،أي أنه ازدجر من قبل الجن فلا يتكلم إلا عن زجر منهم بشكل غير إرادي[ 1] .