{سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ} وستواجهون المسؤولية بشكلٍ حاسم ،فستنتهي الدنيا كلها بكل ما كانت تشغلكم به من قضايا عامة وخاصة ،ولن يبقى فيها أحدٌ ،فلا يبقى لنا هناك أيّة إرادةٍ في تدبيرها أو تدبيركم من خلالها ،وبذلك تكون مسألة الفراغ واردةً على سبيل الكناية ،لأن الله لا يشغله شيءٌ عن شيء حتى يحتاج إلى الفراغ من أمر الدنيا ليتفرغ للآخرة ،ولكنَّه إيحاءٌ تعبيريٌّ يتحدى غفلة الإنسان الذي قد يتصور أن الله مشغولٌ عن حسابه بشؤون الدنيا ومن فيها ،ما يجعله في أمنٍ منه ...
من هنا جاءت الآية للإيحاء بجوّ الخطورة والهول الشديد ليخاطب الله الثقلين بأنه سيتفرغ لهما ،وهو القادر القاهر فوق عباده ،ليشعروا بالخطر الداهم الذي يواجههم في الدار الآخرة ،ليستعدوا له بالإيمان والعمل الصالح .