{نُوَلِّى بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً}: نخلّيهم حتى يتولى بعضهم بعضاً كما فعل الشياطين وغواة الإنس ،أو نجعل بعضهم أولياء بعض يوم القيامة وقرناءهم كما كانوا في الدنياكما في تفسير الكشاف
{وَكَذَلِكَ نُوَلِّى بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} وتلك هي نهاية ولاية الظالمين في يوم القيامة ،فلا يملك أحدٌ منهم القدرة على الدفاع عن الآخر ،لأنه لا يملك أمر الدفاع عن نفسه ،بسبب اشتراكهم في المعصية ،فليس لأحدٍ منهم علاقةٌ بالله تقربه إليه وتبرر له الحصول على الكرامة التي يمكنه من خلالها الشفاعة لأحدٍ ..
وهذا هو الفرق بين ولاية الله للمؤمنين وولاية الظالمين لبعضهم البعض ،فإنّ الله هو مالك يوم الدين ،فله الأمر كله ،يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ،ويخرج الذين آمنوا من الظلمات إلى النور ..أما الظالمون ،فيخرجون بعضهم البعض من النور إلى الظلمات ،لأن أعمالهم هي التي تحقق مثل هذه النتائج في الدنيا والآخرة .