{حِجْرٌ}: حرامٌ ممنوع محجَّر على الناس .والحجر: المنع ،والحجر: العقل ،وفلان في حجر القاضي ،من حجرت حجراً ،أي: في منع القاضي من الحكم في ماله ،وحَجر المرأة وحِجرهابالفتح والكسرحضنها .
بعض أوضاع الجاهليين في التحليل والتحريم
وكانوا يحرّمون ويحلّلون ،دون أيّ أساس شرعيّ للتحريم وللتحليل .فكانوا يحرّمون بعض الإبل والبقر والغنم ،وهي الأنعام ،وبعض الزروع ،وربما كان المقصود بها ما جعلوه لالهتهم وأوثانهم ،ويقولون:{وَقَالُواْ هَذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ} أي: حرام محجَّر على الناس أن يطعموا منها ،{لاَّ يَطْعَمُهَآ إِلاَّ مَن نَّشَآءُ بِزَعْمِهِمْ} ممن نأذن له ،{وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا} وكانوا يحرّمون ركوب بعض هذه الأنعام ،وهي السائبة والبحيرة والحام التي قيل إنها الحامي الذي حمى ظهره إذا ركب ولد ولده عندهم فلا يركب ولا يحمل عليه ،كما في مجمع البيان .{وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا} وهناك أنعام لا يذكرون اسم الله عليها ،ولا في شيء من شأنها ،{افْتِرَآءً عَلَيْهِ} ولكن ذلك افتراءٌ على الله ،وسيجازيهم عليه يوم القيامة{سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} وكانوا يميزون في ما تنتجه بعض الأنعام من أجنّةٍ ،فيجعلونها خالصةً للذكور دون الإناث إذا ولدت أحياءً ،أمّا إذا وُلدت ميتةً فيشترك فيها الذكور والإناث .