{سَفَهاً}: جهلاً وخفة عقل .وأصل السفه: خفة في البدن .ومنه قيل: زمام سفيه: كثير الاضطراب ،واستعمل في خفة النفس لنقصان العقل .والفرق بين السفه والنزق ،أنّ السفه عجلة يدعو إليها الهوى ،والنزق عجلة من جهة حدة الطبع والغيظ .
{افْتِرَآءً عَلَى اللَّهِ}: أي: كذباً على الله .
ويؤكد الله في نهاية المطاف خسارة هؤلاء الذين قتلوا أولادهم سفهاً من دون أساسٍ معقول ،بغير حجة{قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ} فقد فعلوا ذلك خوفاً من الفقر وهرباً من العار ،من دون تفكير بأن الله الذي تكفّل بأرزاقهم قد تكفّل بأرزاق أولادهم ،وأنّ العار ليس أمراً حقيقياً ،لأن قضية سبي البنات أو الاعتداء عليهن لا يمثل عاراً على الأهل من خلال دراسة مسألة الشرف والعار في ميزانهما الواقعي ،لا سيما إذا لم تكن المسألة باختيارهنّأي البناتبل خضوعاً للقوة القاهرة التي لا يتحمل الإنسان مسؤولية ما يحصل له من خلل في فعله من خلالها ،ولهذا كان القتل الذي يمثل رد الفعل على هذا الوهم الكبير الذي يعيشونه ،حركة جهل بالميزان الذي لا بد للإنسان من أن يلتزمه في تقدير الأمور ،لا سيما في ما يقبلون عليه من عذاب الله .وهكذا يتحرك في خط الخسارة الذين حرّموا ما رزقهم الله افتراءً عليه{وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَآءً عَلَى اللَّهِ} فقد ضلوا طريق الحق ،ولم يركنوا إلى هدى ،وسيخسرون مصيرهم يوم القيامة{قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ} .