{يَصْدِفُونَ}: يعرضون وينصرفون ويصدّون ،يقال: صدف عنه إذا أعرض إعراضاً شديداً ،يجري مجرى الصدف: أي: الميل في أرجل البعير أو في الصلاة ،كصدف الجبل: أي: جانبه ،أو الصدف الذي يخرج من البحر .
الكتاب{أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّآ أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّآ أَهْدَى مِنْهُمْ} لأن إنزال الكتاب يمثل ،في زعمهم ،التربية المباشرة التي يمكن أن تصوغ الإنسان صياغة إيمانيّة قائمة على أساس الهدى في الفكر والعمل ،فأي معنى لهذا القول الآن ؟
{فَقَدْ جَآءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ} على خطوط الحقّ في حركة الحياة{وَهُدًى وَرَحْمَةٌ} فانطلقوا مع خط الهدى وأجواء الرحمة ،لتشعروا بالبعد عن كل المتاهات الفكرية والعملية في الحياة ،وذلك هو خط العدل في الشخصية الإيمانية في ما يتمثّل به التوازن بين وضوح الرؤية للأشياء وبين الالتزام بها في خط العمل{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ} بعد أن وضحت له بطريقةٍ حاسمة{وَصَدَفَ عَنْهَا} أي أعرض عنها من دون أساسٍ{سَنَجْزِى الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ} لأن الحجّة قد قامت عليهم ،فلله الحجّة البالغة عليهم ولا حجة لهم{بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ} .