ويأتي الجواب الإلهي تجسيداً للحقيقة في أسلوبٍ إيحائيّ يؤكد للإنسان معناها وجهاً لوجه{قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِّنْهَا} فاستعرضوا تاريخكم في ما مضى من عمركم ،وفي ما عاشه الآخرون من رفاقكم ،في غمار تلك الظلمات ..ولن يقتصر الأمر عليها ،فهناك أكثر من مشكلة تمر بكم ،وأكثر من مصيبةٍ تحلُّ بكم ،فينجيكم منها ،{وَمِن كُلِّ كَرْبٍ} مما يُغمّ القلب ،ويُكرب النفس ،فيفرج عنكم الغمّ ويكشف الكرب ،ولكنكم لا تلتزمون بعهدكم أمامه ،فسرعان ما تعاودون الكرة ،فتشركون به غيره في العقيدة تارةً ،وفي العبادة أخرى{ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ} .ولكن هل فكرتم جيّداً في موقع الله في حياتكم ؟فإنَّ القادر على أن ينجيكم من ظلمات البر والبحر ومن كل كرب ،قادرٌ على أن يقلب حياتكم رأساً على عقب ويدمّر كل وجودكم ،فكيف تأمنون مكر الله وعذابه ،في ما تستمرون به من شركٍ وعصيان ؟!!