{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} فينسب إلى الله ما لم يقله ،أو ينكر ما أوحى به إلى رسوله ،من خلال تكذيبه للرسول ،أو يشرك به ما لم ينزل به سلطاناً ،أو يبتعد عن مواقع رسالته،{وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلاَمِ} في ما يتضمنه هذا الدين الذي أنزله الله على نبيه محمد( ص ) من إسلام الفكر والروح والواقع لله في جميع الأمور ،مما يحقق للحياة سلاماً في جميع المجالات العامة والخاصة ،من خلال عبودية الإنسان لله وحريته أمام الكون كله والناس كلهم ،وفي خط العدالة التي لا يختلف فيها إنسان عن إنسانٍ .
إنّ موقف مثل هذا الإنسان في افترائه على الله الكذب يمثّل أبشع أنواع الظلم ،لأنه يمثل التحدي لله في تجاوزه لحقه على عباده في الخضوع له والانسجام مع إرادته في دينه ،كما يمثل ظلم الإنسان لنفسه في ابتعاده عن مصلحتها في ما يتصل بسلامتها في الدنيا والآخرة ،وهكذا في ظلم الحياة والناس كافةً ،في ما يضعه من حواجز وعقبات أمام الدعوة إلى الله .
{وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} لأن الطريق الذي اختاروه لأنفسهم للسير فيه لا يؤدي بهم إلى الخير ،بل يجعلهم في تخبطٍ وحيرةٍ وضياعٍ في متاهات الضلال الفكريّ والعمليّ .